جليلة حفصية.. رائدة الصحافة النسوية تكشف تفاصيل مسيرتها
حلّت جليلة حفصية الكاتبة والصحفية والأديبة التونسية ضيفة على برنامج "بورتريه باي موزاييك أف أم" اليوم 13 ديسمبر 2020، للحديث عن تفاصيل مسيرتها الثقافية على امتداد سنوات طويلة.
ولدت جليلة حفصية يوم 17 أكتوبر 1927 في مدينة مساكن من ولاية سوسة، وكانت بدايتها مع وزارة الثقافة، التي كوّنها الشاذلي القليبي عام 1992، واشتغلت مع عدّة شخصيات مثل محمد يعلاوي ومحمود المسعدي وبشير بش سلامة. وفي هذا السياق، أكّدت ضيفتنا أنّها كانت تجمعها علاقة طيّبة بجميع من اشتغلت معهم.
مسيرة ثقافية حافلة...
كانت جليلة حفصية من جيل مجموعة من المثقّفات اللاتي كتبن في الصحافة التونسية مثل الطبيبة توحيدة بن الشيخ ورائدة الحركة النسائية بشيرة بن مراد والصحفية درة بوزيد والصحفية وحيدة بالحاج.
كما تعتبر جليلة حفصية من رائدات الكتابة الصحفية في تونس، فهي أوّل أديبة تونسية تنشر قصة باللغة الفرنسية عام 1975 وعنوانها "رماد في الفجر"، إضافة إلى مقالات باللغة الفرنسية في الصحف التونسية خاصة جريدة "لابراس".
وفي رصيدها العديد من المؤلفات مثل Soudain la vie عام 1992 و سلسة "Instants de vie "chronique familière، التي كتبتها على مدار 2007 و2015.
ولأنّها صاحبة مسيرة ثقافية بامتياز، وسّمها الرئيس السابق محمد الناصر في اليوم الوطني للثقافة بتاريخ 3 أكتوبر 2019 في قصر قرطاج، حيث منحها الوسام الوطني للاستحقاق في القطاع الثقافي.
نادي "الطاهر حدّاد"
كما تقلدت عدّة وظائف إدارية وثقافية، أبرزها تأسيس النادي الثقافي "الطاهر الحدّاد"، هذا الفضاء الذي أنشئت فيه أحد أهم النوادي الثقافية في العاصمة أين استقطبت شباب المدينة وجعلته منفتحاً على كلّ أنواع الفنون.
وبفضل مجهوداتها، كان نادي الطاهر الحداد محطة للعديد من المثقفين على غرار الكاتب السوداني الطيب صالح والمخرج المصري يوسف شاهين والفيلسوف الفرنسي ميشال فوكو.
وتمكنت جليلة حفصية من تكوين شبكة علاقات كبيرة مع السفارات ومع دوائر الحكم بما أنّها كانت مقربة من الرئيس السابق الحبيب بورقيبة.
وقد عرف النادي نشأة النواة الأولى من النسويات ليتفرع فيما بعد إلى جمعية النساء الديمقراطيات ولجنة المرأة بالاتحاد العام التونسي للشغل وجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية.
في هذا السياق، قالت جليلة حفصية إنّ بورقيبة أصرّ على أن يدّشن نادي "طاهر حدّاد" شخصيا.
وروت في تفاصيل يوم الافتتاح: "دخل بورقيبة والباب كان محلول وما فما حتى بوليس.. النّاس الكل غادي حتى الخوانجية كانوا موجودين.. ومنصف المرزوقي اللي يقول انهم منعوه من الحضور هذا كذب وقت اللي كان بورقيبة هو جاء وتكلم".
علاقتها بالحبيب بورقيبة وبن علي..
عرفت جليلة حفصية بحبها للرئيس السابق الحبيب بورقيبة وإيمانها بأنّه "صان الدولة الحديثة"، ما دفعها "لكره" الرئيس السابق زين العابدين بن علي ومعارضته منذ توليه الحكم، وهو ما تسبب في خروجها من نادي الطاهر حداد الذي كانت تشرف عليه، بطريقة سيئة.
وأوضحت ذلك: "من غدوة بش يبدأ افتتاح ميشال فوكو، كيف وصلت أنا وصاحبتي نلقى برشا كراهب وبرشا ناس.. دخلت لقيت كلّ شيء في القاعة، اللوحات في القاعة وبدلوا أقفال البيبان الكلّ حتى مكتبي.. تعطى أمر بش يدڤدڤ كلّ".
وفي موضوع آخر، تحدّثت عن مرافقتها لبورقيبة خلال رحلة له إلى الشرق الأوسط لمدّة شهرين، حيث طلب بورقية من الطيب المهيري وزير الداخلية في تلك الفترة أن يختار له امرأة ترافقه لتمثل المرأة.
وتابعت أنّ أوّل وجهة في هذه الزيارة كانت مصر أين نظّمت أم كلثوم حفلة للرئيس بورقيبة ثم كان الوجهة إلى السعودية وقدس.. وأشارت جليلة في حديثها: "في كلّ بقعة نمشولها النساء يجيوا يدقوا على الباب بش يقابلوا بورقيبة، منهم فيروز بش تقولو انت الرئيس العربي الوحيد اللي عطيت قيمة للمرأة".
وخلال حديثها عن يوم الاستقلال، وصفت جليلة حجم سعادتها وافتخارها بذلك التاريخ قائلة: "استقلال تونس كان أكبر فرحة في حياتي، لأنّو الشعب التونسي خرج إلى الشارع وتوّحد بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية وطبقاتهم الاجتماعية".
تزوجت 3 مرّات..
تزوجت جليلة حفصية لأوّل مرّة في سنّ مبكرة قبل أن تبلغ سنّ الـ 16، وكان زواجاً تقليدياً لم يدم سوى عامين، لتتزوج مرّة أخرى، قبل الاستقلال، برجل حقوق وسياسي وبعد 14 سنة قرر الزوجان الانفصال، لتتزوج فيما بعد لثالث مرّة.